من مقالات الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدده تابع 10

المساهمة في الأعمال الخيرية أعظم أجراً من حج النافلة

معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء

دعا معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان
الفوزان عضو هيئة كبار العلماء المسلمين إلى التقيد بالأنظمة التي وضعتها
حكومة المملكة العربية السعودية لمصالح الحجاج، كتحديد عدد الحجاج لكل
دولة، فلا تجوز مخالفة هذا النظام، والحج من غير ترخيص، وتعريض الإنسان
نفسه للمسؤولية التي قد يرتكب بسببها محظورات في الإحرام، ولا يؤدي الحج
على الوجه المطلوب بسبب كثرة الزحام مما يجعله يترخص في أداء المناسك،
فيكون حجه ناقصاً، وقد يكون غير صحيح بسبب ما يترك من المناسك، أو لا على
الوجه المطلوب، ولا سيما النساء لما يتعرضن له من الخطر الشديد، والمشقة
الصعبة.

وأوضح معاليه - في حديث لـ(الجزيرة) - أن من أدى فرضه،
فالأولى أن لا يكرر الحج في هذه الظروف الصعبة، ويترك المجال لغيره ممن لم
يحج، قال الله تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }، وقال تعالى: { لاَ
يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }، مشيرا إلى أن هناك مجالات
واسعة لفعل الخير غير الحج النافلة، بإمكان المسلم أن يساهم فيها، وقد يكون
أجرها أعظم من حج النافلة، هذا لو كان الحج متيسرا، فكيف إذا كان الحج
متعسرا كما عليه الحال في هذه الأزمان.

وأكد الدكتور الفوزان أن الحج عبادة عظيمة تجمع بين العبادة
البدنية، والعبادة المالية، وهو من أنواع الجهاد في سبيل الله، إلا أنه لا
قتال فيه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الركن الخامس من أركان
الإسلام، موضحا أن حج البيت واجب كل سنة على الأمة، لقوله تعالى: {
وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً }، فهو من هذه الناحية فرض كفاية، مبينا أنه بالنسبة للأفراد
فالحج مرة واحدة في العمر على المستطيع، كما قال تعالى:

{ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }، وقال صلى الله عليه
وسلم: ( الحج مرة واحدة، وما زاد فهو تطوع)، وهذا من رحمة الله - سبحانه -،
فإنه لما كان الحج يحتاج إلى مال ينفق فيه، وإلى قوة بدنية، ويحتاج إلى
سفر من مسافات بعيدة، جعله الله مرة واحدة في العمر، فمن استطاع الحج بدنيا
وماليا وجب عليه أن يباشر الحج بنفسه، ومن استطاعه ماليا ولم يستطعه بدنيا
لعجز بدني مستمر فإنه يوكل من يحج عنه، ويقوم بتكاليف الحج من ماله.

وأفاد معالي عضو هيئة كبار العلماء أن تكرار الحج فهو مستحب
إذا لم يترتب عليه أضرار بدنية بسبب الزحام الشديد، والأخطار المترتبة على
ذلك، وقال: إذا كان هناك أضرار فترك الحج النافلة أفضل، ولا سيما وهناك
أعمال خيرية كثيرة، ومجال واسع لمن يريد الخير من إطعام المحتاجين، وإعانة
المعسرين، والإسهام في المشروعات الخيرية النافعة، داعيا الله تعالى أن
يوفق الجميع إلى سواء السبيل.

-------

المصدر: (صحيفة الجزيرة) الجمعة 27 ذو القعدة 1428 العدد 12853

يتبع ..

سلام عليكم
اين الـــــردود ؟
اين الاعــضاء ؟

زائر

سلام عليكم
شكرا لك موضوع رائع
مع تحياتي

تسلم على المرور

يعطيك العافية
مشكووووووووووور

» من مقالات الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدده تابع ثما نية 8
» من مقالات الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدده تابع 11
» من مقالات الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدده تابع اول
» من مقالات الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدده تابع 12
» من مقالات الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدده تابع 13